سورة الأنفال
  عَلِيمٌ حَكِيمٌ ٧١ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ٧٢ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ
  {وَيَغْفِرْ لَكُمْ} إن كانت المغفرة الكاملة للدنيا والآخرة، فالخير الإيمان والتوبة، وإن أريد المغفرة رفع العذاب العاجل كقوله تعالى: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ}[الكهف: ٥٨] فالخير الإسلام والإقلاع عن الشرك {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}: مغفرة ورحمة عاجلة، ومغفرة ورحمة عاجلة وآجلة، ولكل منهما أهل.
  (٧١) {وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} {وَإِنْ يُرِيدُوا} أي الأسرى {خِيَانَتَكَ} أن يخونوك بعد إطلاقهم من الأسر {فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ} بمحاربة رسوله ÷ ومعاونة المشركين أو بالشرك {فَأَمْكَنَ} نبيه ÷ {مِنْهُمْ} من أخذهم وأسرهم، فهو قادر على أن يُمكن منهم مرّة أخرى إن خانوك؛ لأنهم خانوا الله بخيانتهم لك {وَاللَّهُ عَلِيمٌ} بما يكون منهم من خير أو شر، وبكل شيء {حَكِيمٌ} فهو لا يهمل المفسدين ولا يسوي بين المحسن والمسيء، وأحكامه موافقة لحكمته.
  (٧٢) {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} هذه في المؤمنين مع رسول الله ÷ من المهاجرين الذين تركوا بلادهم وهاجروا المشركين، أي هجروا المشركين، وهجرهم المشركون، وهجر المؤمنين للمشركين، ومهاجرتهم: مفارقتهم لمن في بلدهم منهم