التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة التوبة

صفحة 231 - الجزء 3

  الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ١١ وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ١٢ أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا


  (١١) {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} {فَإِنْ تَابُوا} عن جرائمهم كلها ورجعوا إلى الله بالإيمان {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ} فهم إخوانكم {فِي الدِّينِ} فلهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين.

  {وَنُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} {نُفَصِّلُ الآَيَاتِ} التفصيل خلاف الإجمال، نفصل: نجعل الآيات القرآنية مفصلة ليستفيد منها وينتفع بفهمها قوم يعلمون ما علمناهم بالآيات المفصلة، وبهذه الآية ختمت الآيات العشر النازلة سنة تسع لإعلان البراءة من المشركين أو بالآية التي قبلها.

  (١٢) {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ} كما هو شأنهم {مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ} من بعد أن عاهدوا على الصلح، نكثوا: أي نقضوا الميثاق بعد أن عقدوا لكم اليمين على الصلح ولعله في الأصل تشبيه بنكث الشعر والصوف والوبر بعد غزله أي نقضه وإرجاعه إلى ما كان عليه قبل غزله، ونكث الأَيمان بقتال المسلمين أو قتال حلفائهم.

  {وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ} طعنوا في الإسلام بكلامهم في ذمِّ الإسلام {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ} أي فقاتلوهم فهم {أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} أي المتبوعون في الكفر فقاتلوهم {إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ} لا عهد لهم، فكل عهد لهم ضائع {لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ} عن قتالكم إذا قاتلتموهم.