سورة هود
  كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٤ أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ٥ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا
  وعذاب لأعداء الله شديد دائم، وما فيه من الأهوال على أعداء الله والبشرى لأولياء الله، وما فيه من جمع الناس كلهم والحكم فيهم لكل نفس بما أسلفت.
  (٤) {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} هذا تمام البيان الذي بدأ بـ (أن) المفسِّرة في قوله: {أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ} وقوله تعالى: {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ} حث على الحذر من اليوم الكبير لأنهم إلى الله وحده مرجعهم لا يجدون من دونه ولياً ولا نصيراً {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} فهو قدير على إعادتهم بعد الموت وعلى تعذيبهم إن لم يتوبوا وعلى كل شيء، فعليهم أن يحذروا بأسه ويطلبوا رحمته؛ لأنه يفعل ما يريد، ففي هذه الآيات دعوة ينبغي لكل عاقل أن يصغي لها سمعه ويفكر بقلبه ليؤمن بربه ويعبده وحده ويستعدّ لمرجعه إليه فقد أفادت التوحيد والقيامة والنبوة وغير ذلك من مهمات الدين كما ترى.
  (٥) {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} {أَلا} حرف تنبيه وكأن سببه التعجب من إعراض الكفار عن النذير الذي ينذرهم العذاب الشديد، فإن من شأن العاقل أن يحذر ما يُنذَر، ولكونه أمراً ينبغي التعجب منه أكده بقوله: {إِنَّهُمْ} من حيث أن شأنه أن يكون بعيداً وقوعه يستبعده السامع.