سورة هود
  وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ٧ وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ
  والمستقر: المسكن الذي يسكن فيه الحيوان، أما المستودع: فالراجح أنه محله بعد وفاته من قبر أو غيره سمي مستودعاً لأنه أودع فيه ليبقى إلى يوم البعث، فعلم الله تعالى محيط به أينما كان.
  وقال الشرفي في (المصابيح): «ومستودعها: حيث كانت مودعة من صلب، أو رحم، أو بيضة» انتهى، وقد عطف المستودع على المستقر هنا وفي (سورة الأنعام) فيرجح تقدم المستقر قبل المستودع - والله أعلم.
  وقوله تعالى: {كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} أي معلوم لا ينسى، كقوله تعالى: {قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنسَى}[طه: ٥٢].
  قال الشرفي في (المصابيح): «ثم قال ø: {كُلٌّ} أي من الدواب والأرزاق والمستقر والمستودع {فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} أي في علم الله العليم، ولكنه ضرب المثل بالكتاب المبين، كذا عن القاسم، والهادي، وغيرهما من أئمتنا $» انتهى المراد.
  (٧) {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} وهذه تناسب قوله تعالى: {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ} من حيث دلالتها على قدرته على البعث، وتناسب قوله: {أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ} من حيث دلالتها على قدرته وعلمه.
  وقوله: {فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} تنبيه على عظم قدرته حيث خلقها على كبرها في ستة أيام، أي مقدار ستة أيام، وحمل الأيام على أيام الأرض المعهودة أرجح لأنه المتبادر عند العرب؛ ولأنه أنسب للسياق من حيث دل على عظم قدرة الله تعالى حيث خلقها في المدة القصيرة على عظم السموات والأرض.