سورة النحل
  
  أي خلقها زينة وهي زينة لمالكها عند ركوبها وهي في حال قوتها وسلامتها من تشويه خلقها بالجوع والإهمال فإنها في حال قوتها ونشاطها جمال لصاحبها.
  وقوله تعالى: {وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} قد كشف بعض المخلوقات التي لم تكن معلومة آلةٌ حديثة تكبّر الأشياء الصغيرة فيرى بها مخلوقات لم تكن معلومة، واكتشف الطب العصري أدوية وموادَ لم تكن معروفة فقدرته تعالى واسعة لخلق ما نعلم وما لا نعلم وعلمه كذلك فكذلك يعيد الإنسان بعد الموت وإن لم يكن يعلم.
  (٩) {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} {قَصْدُ السَّبِيلِ} في (تفسير الإمام زيد بن علي @): «معناه: بيان الهدى» انتهى.
  فالتقدير: وعلى الله بيان قصد السبيل، أي الطريق المستقيم الذي يوصل إلى السعادة الدائمة، والقصد: بيان الطريق القاصد بحيث يصل السائر فيه إلى المطلوب، ولذلك قابله بقوله تعالى: {وَمِنْهَا جَائِرٌ} ويحتمل {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ} أنَّ عليه إيجادَ قصد السبيل أي أن يجعل للإنسان سبيلاً يوصله إذا سار فيه إلى سعادته والفرق دقيق.
  وقوله تعالى: {وَمِنْهَا جَائِرٌ} أي ومن السبيل جائر غير قاصد وهي الطرائق التي أحدثها أهل الباطل فما كل طريق قاصداً، وعلى العاقل أن يعرف القاصد ليختاره لنفسه وينجو من السير في الجائر.
  وقوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} أي هو قادر على ذلك لكنها اقتضت حكمته أن يمكن الإنسان ليختار لنفسه السبيل القاصد أو الجائر، هذا فأما تيسير الطرق في الأرض وجبالها فهو يهدي له البَرَّ والفاجر ويسلكاه كلاهما، ولعل ذلك غير مراد في هذه الآية، ويأتي قوله تعالى: {وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.