التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة النحل

صفحة 174 - الجزء 4

  أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ ١٠ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ١١ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ


  (١٠) {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ} هو المنعم عليكم بإنزال الماء من السماء ولولا إنزاله ما لحقتموه بعد وجوده في السحاب {لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ} لأنه عذب يروي معدّ للشرب والسقي، ومنه ينبت شجر من منافعه أنكم {تُسِيمُونَ} أي ترعون إبلكم فيه وينبت منه المرعى للبقر والغنم.

  (١١) {يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} {يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ} أي بالماء المذكور {الزَّرْعَ} الذي يكون منه الحب الذي هو طعام الإنسان المهم {وَالزَّيْتُونَ} الذي يثمر فيؤكل من ثمره ويعتصر منه زيت الزيتون الدهن الجيد والإدام.

  {وَالنَّخِيلَ} بأنواعها {وَالْأَعْنَابَ} بأنواعها كل ذلك نعم من ربكم عليكم ودلائل على قدرته وعلمه {وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} المختلفة منها: المأكول فاكهة، ومنها فوائد أخر فيه كالجلجلان يعتصر منه السليط، ومنها المأكول: كالجلجلان، والعدس، ومنها أدوية {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} في آيات الله الدالة عليه وعلى قدرته وعلمه وسعة فضله لعباده الدالة على أن الله ربَّهم المستحقُّ لأن يعبدوه ولا يشركوا به.