سورة النحل
  مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ١٤ وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ
  (١٣) {وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} ففيه آية ونعمة، أما الآية فلأنه يدل على أنه صنع فاعل مختار جعل له ألواناً مختلفة كما يشاء، ولو كان أثر علة لكان سواء؛ لأن تأثير العلة تأثير إيجاب، وأما النعمة فلما في اختلاف الأنواع والألوان من زيادة النعمة ومطابقة الأغراض المختلفة لأن منافع الثمرات تختلف وكل ثمرة تمتاز بلونها.
  والتذكر: الانتباه لما كان قد نسي فهي آية يعرف بها الخالق عند تذكر الإنسان لاختلافها، وأن الاختلاف أثر فاعل مختار، ويعرف بها نعمة الله على الإنسان وأن الله ربه لا ما أشرك به المشركون.
  (١٤) {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} {سَخَّرَ الْبَحْرَ} ذلَّلَه ليمكن الانتفاع منه وبه ولو كان شديد التموج والاضطراب لما تهيأ الانتفاع به فلتسخيره يسبح السمك فيه فيمكن اصطياده ليؤكل {لَحْمًا طَرِيًّا} لذيذاً بطراوته، لأن الذي تقادم عهده يتغير ريحه ويكره وخصوصاً قبل وجود الثلاجات التي تحفظ بعض خصائص الطري، وبتسخيرٍ يُمَكِّن الغواصين استخراج أنواع الحلية البحرية وهي المرجان واللؤلؤ.
  قال في (الصحاح): والدرَّة: اللؤلؤة، فأفاد أنهما شيء واحد، والصدف كأنه من أخبية الدر والودع ولا أدري إن كان غير ذلك من حلية البحر.