التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة النحل

صفحة 182 - الجزء 4

  قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ٢٤ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ٢٥ قَدْ مَكَرَ


  وإما {مُنْكِرَةٌ} تظنه منكراً فتكرهه، وفي كلام أمير المؤمنين علي # في (نهج البلاغة): «أيها المؤمنون إنه من رأى عُدواناً يعمل به ومنكراً يُدعى إليه فأنكره بقلبه ..» الخ، وسبب جرأتهم على الباطل أنهم {لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} فأعرضوا عن النذير واستكبروا.

  (٢٣) {لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ} {لَا جَرَمَ} في (تفسير الإمام زيد (ع)): «أي حقَّاً» انتهى. {أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ} ما يسر المشركون من كراهة الحق وسوء العقائد والنيات وغير ذلك من المنكرات وغيرها {وَمَا يُعْلِنُونَ} من الكفر والشرك وغيره، وهذا في معنى الوعيد بعقابهم، ولذلك علل بقوله تعالى: {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ} والمستكبر: المترفع عن الحق؛ لأجل الكبر الذي في نفسه.

  (٢٤) {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} أي إذا سئلوا {مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا} إنما هذا القرآن {أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} أي لم ينزله الله تعالى {أَسَاطِيرُ} جمع أسطرة، وإضافتها إلى {الْأَوَّلِينَ} لينسبوها إليهم أي سطرها الأولون أي كتبوها.

  (٢٥) {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} {لِيَحْمِلُوا} اللام لام العاقبة فهم لا بد أن يحملوا {أَوْزَارَهُمْ} يوم القيامة، وفي (تفسير الإمام زيد بن علي @): «معناه: آثامهم» انتهى.