سورة الإسراء
  الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ١٠ وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ١١ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ
  (١٠) {وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} {لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} أي هم مستمرون على ترك الإيمان بالآخرة لاستمرارهم على الكفر بدلائلها {أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} هو عذاب النار، فحصل من الآيتين أن القرآن يهدي للتي هي أقوم، ويبشر وينذر لتقوم به الحجة على الناس، وينتفع بذلك المؤمنون، كما قال تعالى: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِأَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}[النساء: ١٦٥] وقوله تعالى: {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ}[الأنفال: ٤٢].
  قال في (الكشاف): «فإن قلت: {وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} علامَ عُطف؟ قلت: على أن لهم أجراً كبيراً على معنى أنه بشر المؤمنين ببشارتين اثنتين: بثوابهم، وبعقاب أعدائهم» انتهى المراد.
  (١١) {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} فالإنسان محتاج إلى ما يهديه للتي هي أقوم وإلا ساءت أحواله فقد يدعو بما يتوهمه مصلحة لنفسه أو للمجتمع وهو غلط، من ذلك: مطالبة بعض الجهال بالقوانين المخالفة للقرآن وهي في الواقع شر، وإنما زيّنها لهم شياطين الإنس والجن كمن يطالب بترك المرأة للحجاب، وبأن تبدي زينتها للأجانب وتخالطهم كمخالطة الرجل لهم.
  {وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} كثير العجلة التي معها يقل التثبت في الأمور ويكثر الغلط، فالملتزم لهدي القرآن المتمسك به في كل حال هو الذي يهتدي للصواب ويوفق للخير.