التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الإسراء

صفحة 290 - الجزء 4

  


  وهذه الآية خطاب عام لأنها معطوفة على ما قبلها وهي عامة، بدليل قوله تعالى: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا} فليست خاصة برسول الله ÷ ولكنه داخل في عمومها.

  قال الشرفي في (المصابيح): «قال في (البرهان): روينا عن آبائنا عن علي بن الحسين # أنه قال: الآية خاطب الله بها رسوله ÷ أن يؤتي ذوي قرباه حقوقهم من الخمس، والغنيمة، والفيء، والخطاب بعده يتوجه إلى الأئمة القائمين مقامه العاملين بسيرته» انتهى.

  وفي (شواهد التنزيل) عند ذكره لهذه الآية من (سورة بني إسرائيل) بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال: «لما نزلت {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} أعطى رسول الله ÷ فاطمة فدكاً، رواه بعدة طرق عن أبي سعيد الخدري، وفيه: بإسناده عن جعفر ابن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي $ قال: لما نزلت {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} دعا رسول الله فاطمة @ فأعطاها فدكاً» انتهى.

  وأخرج الطبري في تفسيره لهذه الآية بإسناده إلى علي بن الحسين @: «أنه قال لرجل من أهل الشام: أقرأتَ القرآن؟

  قال: نعم.

  قال: أفما قرأت في بني إسرائيل: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ

  قال: وإنكم لَلْقَرابة التي أمر الله - جلَّ ثناؤه - أن يؤتى حقُّه؟

  قال: قال: نعم» انتهى.

  وفي (تفسير ابن كثير): «وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا أبو يحيى التميمي، حدثنا فضيل بن مرزوق، عن عطية،