التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الإسراء

صفحة 291 - الجزء 4

  


  عن أبي سعيدن قال: لما نزلت هذه الآية {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} دعا رسول الله ÷ فاطمة فأعطاها فدك، ثم قال [البزار]: لا نعلم حدث به عن فضيل بن مرزوق إلا أبو يحيى التميمي، وحميد بن حماد بن أبي الخوار» انتهى.

  قلت: رواه الحسكاني في (شواهد التنزيل) بإسناده عن حسن بن حسين العرني، قال: حدثنا أبو معمَّر سعيد بن خثيم، وعلي بن القاسم الكندي، ويحيى بن يعلى، وعلي بن مسهر، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد، ورواه بإسناد عن علي بن هاشم، عن داوود الطائي، عن فضيل بن مرزوق به، ورواه بإسناد: عن معاوية بن هشام القصار، عن فضيل بن مرزوق به، وغيرهم.

  وفي تخريجه: أنه أخرجه: ابن عدي في (ترجمة علي بن عابس) من كتاب (الكامل) [٥/ ١٨٣٥] قال أخبرنا القاسم بن زكريا، حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا علي بن عابس، عن فضيل - يعني ابن مرزوق - ... إلخ» انتهى.

  فهؤلاء المذكورون مع من ذكرهم ابن مردويه، وهذا كله يدل على أن هذه الآية الكريمة مدنية، ويبطل قول من زعم أنها (مكية) فإن السورة المكية يأتي بعض آياتها (مدنية) كما لا يخفى، وفي المصحف [طبعة عيسى البابي الحلبي وشركائه] عد آيات من هذه السورة أنها (مدنية) منها هذه الآية.

  وقد روى الحديث في (فدك) في (شواهد التنزيل) عن غير مَن تقدم، وخرج المحمودي روايته في (حاشيته) تخريجاً كاملاً، فراجعه أو راجع (الغدير) [٧/ ١٩٠]، [ج ٨/ ١٣٧ - ١٣٨] كما أفاد في تخريج (شواهد التنزيل).

  هذا وقد قدمت أن رسول الله ÷ داخل في عموم هذه الآية، فقد أمر أن يؤتي ذا القربى حقه، فالروايات موافقة في الجملة للقرآن.