سورة الإسراء
  الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ٨١ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ٨٢ وَإِذَا أَنْعَمْنَا
  (٨١) {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} {جَاءَ الْحَقُّ} انتصر الحق وغلب دين الله وظهر أمر الله {وَزَهَقَ الْبَاطِلُ} انهزم وذل أو اضمحل.
  وقوله تعالى: {إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} أي كان كثير الزهوق لا يثبت ويدوم بل عادته أن يزهق، وهذا تشجيع لأهل الحق ليصبروا عند مقاومة الباطل ويتوقعوا زهوقه.
  (٨٢) {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} {وَنُنَزِّلُ} في الحين بعد الحين {مِنَ الْقُرْآنِ} بعضاً من القرءان {مَا هُوَ شِفَاءٌ} أي كلاماً هو شفاء ورحمة، أو الكلام الذي هو شفاء {وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} فالقرآن يتنزل مفرقاً وفي كل وقت من أوقات نزوله أو في بعضها يتنزل منه ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين {شِفَاءٌ} من داء الجهل ومن كل أشكال المرض {وَرَحْمَةٌ} زيادة هدى وصلاح وتقوى {لِلْمُؤْمِنِينَ} خاصة، فهم الذين يكون لهم شفاء ورحمة، وهذا الوصف لأبعاض من القرآن في كل واحد منها شفاء ورحمة، ولعله المحكمات من آياته.
  ويحتمل: أن المراد كل بعض منه نزل فهذه صفته، ويشمل المحكم والمتشابه أما المحكم فظاهر، وأما المتشابه فهم ينتفعون به من جهة غير جهة التشابُه {يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}[آل عمران: ٧] فمثلاً قوله تعالى: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ}[المدثر: ٣٠] ينتفعون به من حيث يتفكرون أنهم أي التسعة عشر يعذِّبون أهلها فيكون ذلك من موعظتهم، وإن تشابه عليهم ما هم قبل نزول البيان.