التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الإسراء

صفحة 348 - الجزء 4

  تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا ٩٢ أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا ٩٣ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ


  (٩٢) {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلاً} {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ} علينا تعجيلاً لعقوبتنا {كَمَا زَعَمْتَ} لعلهم أرادوا قوله تعالى في (سورة سبأ): {إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ}⁣[سبأ: ٩] وقوله: {كِسَفًا} أي قطعاً، قال الراغب: «والكَسَفَة: قطعة من السحاب والقطن، ونحو ذلك من الأجسام المتخلخلة الحائلة» انتهى، وفي (تفسير الإمام زيد بن علي @): «{كِسَفًا} معناه: قِطَع» انتهى.

  وقوله: {أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلاً} تأتي بهم إلينا حال كونهم قبيلاً أي مقابلين لنا نعاينهم أمامنا، مثل: {لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلاَئِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا}⁣[الفرقان: ٢١].

  (٩٣) {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولاً} الراجح: أن الزخرف هنا: هو الذهب؛ لأن الزينة جارية مجرى الصفة، فيبعد أن يقال: بيت من زينة، قال الراغب: «الزخرف: الزينة، ومنه قيل للذهب: زخرف» وفي (الصحاح): «الزخرف: الذهب، ثم يُشبَّه به كلُّ مُمَوَّةٍ مُزَوَّر والمزَخرف المزيَّن» انتهى.

  قال الشرفي في (المصابيح): «قال مجاهد: كنا لا ندري ما الزخرف حتى رأينا في قراءة عبد الله {أو يكون لك بيت من ذهب}» انتهى المراد.