بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ٩٦ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ٩٧ ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا

  وقوله: فيعملوا ما يجب علمه، لعل الأصل: فيعلموا أي من السماء إذا طاروا إليها يعلموا هناك ما يجب علمه، فيغنيهم ذلك عن إرسال رسول إليهم إلى الأرض لو كانوا يطيرون إلى السماء.

  (٩٦) {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا} {قُلْ} يا محمد {كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} فهو يعلم أني قد بلغتكم وأقمت عليكم الحجة كما أمرني، والشهيد هو الحاكم بيني وبينكم يحكم بيننا يوم القيامة بالحق {إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا} عليماً بخبره كل واحد منهم {بَصِيرًا} بهم في الدنيا والآخرة، فهو يقضي فيهم بالحق والصواب ولا يعي عن شيء من ذلك.

  (٩٧) {وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} أي قد تبين الحق بالآيات البينات فما بقي بعد ذلك إلا أن يختار لنفسه الإنسانُ طريق الهدى أو طريق الضلالة فمن اختار الهدى هداه الله، أو من كانت نيته اتباع الحق والصواب هداه الله، ومن عاند الحقَّ وجادل فيه أضله الله بتركه للشياطين فأضلوه، وحينئذ {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ} للحق والصواب المؤمن بما جاء به الرسول ÷ وبإيمانه يزيده الله هدى.