سورة الإسراء
  
  محمد ÷ غير عجيب، والتعنت من الكفار هو شأنهم، فقد أرسل الله موسى # في {تِسْعَ آيَاتٍ} لعلها:
  الأولى: سلطانه وهيبته العجيبة التي صرفت فرعون عن قتله وقتل أخيه، مع أنه جبار عنيد لايتحرج من قتل نفس كيف وقد كان يذبح أبناءهم، وقد أشار موسى إلى هذه الآية بقوله: {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ}[الدخان: ٢٠] ودل عليها قول الله تعالى: {وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا}[القصص: ٣٥].
  الثانية: ضمه إليه جناحه من الرهب فيذهب الرهب ولا يخاف سطوة فرعون، ويحتمل أنها من الأولى هيبته وأمنه وحفظه هو السلطان.
  الثالثه: تحول العصى حين قال لَه فرعون: {إِنْ كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ}[الأعراف: ١٠٦ - ١٠٧].
  الرابعة: نزعه ليده من جيبه فإذا هي بيضاء من غير سوء.
  الخامسة: الطوفان.
  السادسة: الجراد.
  السابعة: القمل.
  الثامنة: الضفادع.
  والدم هو التاسعة، وقد مر تفسير هذه في تفسير (سورة الأعراف).
  وتلقف عصى موسى لسحر السحرة آية، ولعل تلقف العصى لسحرهم هو التاسعة، والأُولى هي السلطان المستلزم لحفظه وأمنه.
  وقد فرق القرآن بين هذه الآية وبين انقلاب العصى ثعباناً، تأمل الآيتين في (سورة الشعراء) [آية ٣٢، وآية ٤٥] ففي العصى آيتان: آية انقلابها ثعباناً، وآية تلقفها لسحر السحرة، بحيث انكشف للناظرين حبالهم وعصيهم، وإنما ينشأ الغلط في حساب التسع من جعل آيتي العصى واحدة.