سورة الكهف
  كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ٥ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ٦ إِنَّا جَعَلْنَا مَا
  وقوله تعالى: {مِنْ لَدُنْهُ} أي من عنده أي هو الذي يعذب المنذَرين إذا أبوا وأصروا، وهذا بيان أهميَّة أن ينذرهم؛ لأن حكمته تقتضي أن لا يعذب قبل أن ينذر بخلاف البأس الذي ليس من لدنه فلا يجب أن ينذر الناس قبل وقوعه على كل حال، بل قد تقتضي الحكمة تسليط بعض الناس على بعض وترك المسلط عليهم غافلين عمن يهجم عليهم بعينه وفي وقته وإن كان ينذرهم التسليط منه عقوبة على المعاصي في الجملة.
  وقوله تعالى: {أَجْرًا حَسَنًا} هو الجنة وما فيها من الدرجات والنعيم بدليل ما بعد هذه.
  (٣) {مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا} باقين فيه أبداً لا يخرجون منه ولا يفارقونه ولا يموتون.
  (٤) {وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا} هذا إنذار خاص بهم لأجل شركهم، واتخاذ الولد غير الولادة، ولعلهم اليهود؛ لأجل قولهم: {عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ}[التوبة: ٣٠] وبعض النصارى في عيسى ~ لا جاهلية قريش، فقد قال الله تعالى: {أَلاَ إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ وَلَدَ اللَّهُ ..}[الصافات: ١٥١ - ١٥٢] ولعله قولهم في الملائكة.
  (٥) {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} {مَا لَهُمْ بِهِ} أي بقولهم: {مِنْ عِلْمٍ} فقد قالوا على الله ما لا يعلمون {وَلَا لِآبَائِهِمْ} الذين قلدهم الأبناء فهم لا يعلمون ذلك الباطل، بل هو قول عظيم.