سورة الكهف
  
  (١٤) {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا} في (المصابيح) يقول الشرفي في تفسير قوله تعالى: {وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ}[آية: ١١] من (سورة الأنفال): «قال الحسين بن القاسم #: روي أن الله ø نزل عليهم مطراً خفيفاً ليطهرهم به من نجاسة الشيطان ومقاربته وملابسة دخوله بينهم ورائحته وليربط على قلوبهم ويثبتهم ويخفّوا بالماء المبارك من ثقلهم لما جعل الله فيه من الحكمة والرحمة لهم والثبات لقلوبهم وأقدامهم ..» إلخ.
  فالراجح: أن المعنى: قوَّينا قلوبهم حين قاموا بحضرة قومهم أو بعض قومهم فأعلنوا كلمة التوحيد وقومهم مشركون، فلم يمنعهم الخوف من القيام بالقسط.
  وقولهم: {رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} احتجاج على إبطال دعوة إله من دون الله؛ لأن الله ربهم المالك لهم فعبادة غيره باطل؛ لأن العبادة اعتراف للمعبود من العابد بالعبودية، وهم إنما هم عبيد لله وحده لا شريك له، وقولهم: {رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} إشارة إلى أن الله رب كل شيء؛ لأن السموات والأرض فيما يظهر معظم العالم.
  وقولهم: {لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا} أي لن نشرك بالله بعبادة شيء من دونه بالدعاء، وقولهم: {لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا} أي لو دعونا من دونه إلهاً لكنا قد قلنا شططاً أي بعيداً من الحق والصدق أي قولاً شططاً.
  وفي (تفسير الإمام زيد بن علي @): «{لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا} أي جور» انتهى. وفي (تفسير المرتضى محمد بن الهادي @) الذي حكاه الشرفي في (المصابيح): «والشطط: فهو المحال من القول المهلك فعله الباطل في نفسه» انتهى.
  وفي (تفسير الراغب الأصبهاني): «الشطط: الإفراط في البعد ..» إلخ.