سورة الكهف
  اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ١٥ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا ١٦ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا
  (١٥) {هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} ينكرون على قومهم الشرك.
  وقولهم: {لَوْلا يَأْتُونَ} أي هلاّ يأتون أي قومهم {عَلَيْهِمْ} أي على آلهتهم {بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ} أي بحجة بينة تسلطهم على الشرك وتحملهم عليه، وقولهم: {فَمَنْ أَظْلَمُ} سؤال في معنى النفي أي لا أظلم ممن افترى على الله كذباً، وافتراء الكذب اختلاقه.
  قال الشرفي في (المصابيح): «قال المرتضى #: والإفتراء فهو الكذب وقول ما لم يكن من ذلك أنهم كانوا يزعمون أنهم يعبدون الأصنام لتقربهم إلى الله سبحانه، ويقولون: إن ذلك له رضى سبحانه، وكان ذلك منهم افتراء على الله وكذباً، فلذلك سأل الفتية البرهان إذ نسبوا ذلك إلى الله سبحانه، فسألوهم تصديق قولهم؛ لأن الله ø إذا أمر بأمر أو تعبد به كانت معه شواهد تصدقه وعلامات تؤكده وحجج تبهر عقول الخلق وتبينه» انتهى.
  (١٦) {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا} {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ} أي وحين اعتزلتم قومكم المشركين وما يعبدون واعتزلتم ما يعبدون مجتنبين للشرك {فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ} أي فاذهبوا إلى الكهف وكونوا فيه؛ لأنكم