سورة الكهف
  
  والعرب تقول: قرضنا بلد كذا وكذا، يريدون أنهم لم يتوسطوا فيها وأنهم ساروا في جانب يسير منها» انتهى المراد.
  وفي (لسان العرب): «قال أبو عبيد: القرض في أشياء فمنها القطع ومنها قرض الفأر لأنه قطع، وكذلك السير في البلاد إذا قطتها ومنه قوله:
  إلى ظُعُن يقرضن أجواز مُشْرفٍ
  ومنه: قوله ø: {وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ} وقوله: أجواز مشرف يروى أقواز مشرف، حكاه في (لسان العرب) [بالقاف والزاي]:
  إلى ظعن يقرضن أقواز مشرف ... شِمالاً وعن أيمانهن الفوارس
  وفي (الصحاح): «القَوز [بالفتح]: الكثيب الصغير عن أبي عبيدة وجمعه: أقواز وقيزان، وأنشد لذي الرمّة:
  إلى ظعن يقرضن أقواز مشرف ... شِمالاً وعن أيمانهن الفوارس»
  انتهى.
  قال في (لسان العرب): «حيث رواه بلفظ: أجواز ومشرف والفوارس موضعان، يقول: نظرت إلى ظعن يجُزن بين هذين الموضعين» انتهى.
  قلت: وعلى ما حكاه عن أبي عبيدة يقطعن أجواز مشرف، وفي (لسان العرب) قال: «الأجْوَاز: الأوساط، وجَوْز كل شيء: وسطه» انتهى، وإنما ذكرت كلام أبي عبيدة هنا لمقاربته كلام المرتضى #.
  وقوله تعالى: {وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ} أي فجوة من الجرف فهو كبير أعني الكهف، وفيه مكان متسع في جانب منه والراجح: أنه تجويف واسع.