التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الكهف

صفحة 375 - الجزء 4

  


  والعرب تقول: قرضنا بلد كذا وكذا، يريدون أنهم لم يتوسطوا فيها وأنهم ساروا في جانب يسير منها» انتهى المراد.

  وفي (لسان العرب): «قال أبو عبيد: القرض في أشياء فمنها القطع ومنها قرض الفأر لأنه قطع، وكذلك السير في البلاد إذا قطتها ومنه قوله:

  إلى ظُعُن يقرضن أجواز مُشْرفٍ

  ومنه: قوله ø: {وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ} وقوله: أجواز مشرف يروى أقواز مشرف، حكاه في (لسان العرب) [بالقاف والزاي]:

  إلى ظعن يقرضن أقواز مشرف ... شِمالاً وعن أيمانهن الفوارس

  وفي (الصحاح): «القَوز [بالفتح]: الكثيب الصغير عن أبي عبيدة وجمعه: أقواز وقيزان، وأنشد لذي الرمّة:

  إلى ظعن يقرضن أقواز مشرف ... شِمالاً وعن أيمانهن الفوارس»

  انتهى.

  قال في (لسان العرب): «حيث رواه بلفظ: أجواز ومشرف والفوارس موضعان، يقول: نظرت إلى ظعن يجُزن بين هذين الموضعين» انتهى.

  قلت: وعلى ما حكاه عن أبي عبيدة يقطعن أجواز مشرف، وفي (لسان العرب) قال: «الأجْوَاز: الأوساط، وجَوْز كل شيء: وسطه» انتهى، وإنما ذكرت كلام أبي عبيدة هنا لمقاربته كلام المرتضى #.

  وقوله تعالى: {وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ} أي فجوة من الجرف فهو كبير أعني الكهف، وفيه مكان متسع في جانب منه والراجح: أنه تجويف واسع.