سورة الكهف
  أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ١٨ وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ
  (١٨) {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا} هم كالأيقاض، وهذا كقوله تعالى: {إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنثُورًا}[الإنسان: ١٩] فهم فاتحوا أعينهم في هيئة الأيقاض لو رأيتهم حسبتهم أيقاضاً.
  وقوله تعالى: {وَهُمْ رُقُودٌ} معناه ظاهر وكأن الله تعالى ألقى عليهم النوم حين استقروا في الكهف لتطمئن قلوبهم وتنحلّ مشكلتهم قبل أن يشتد عليهم جوع أو غيره من حالات الإنسان الداعية له إلى الطلب، فكان النوم فرجاً عاجلاً.
  وقوله تعالى: {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} من كمال ذكر قصتهم كقوله تعالى: {وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ} ولعله من حفظهم ليدفع عنهم السباع مع الهيبة التي جعلها الله لهم، وليس في الآية أنه نام فلعله عاش على الصيد ولكن إلى متى - الله أعلم. و (الوصيد): خلف الباب من الداخل، ولعلهم أغلقوه بصخرة.
  وفي (تفسير الإمام زيد بن علي @): «الوصيد: الفناء، والوصيد: الباب» انتهى، وفي (الصحاح): «الوصيد: الفِنَاء، وأوصدت الباب، وآصدته: أغلقته» انتهى.
  وفي (لسان العرب): «الوصيد فِنَاء الدار والبيت، قال الله ø: {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} قال الفراء: الوصيد والأصيد لغتان، مثل: الوِكاف والإكاف، وهما الفناء قال: قال ذلك يونس، والأخفش» انتهى.