سورة الكهف
  قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ١٩ إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ
  فترجح: أنه الفِناء، وهو المقدم في (تفسير الإمام زيد بن علي @) ولعلهم سموه وصيداً لإغلاق الباب عليه، كما قال تعالى: {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُوصَدَةٌ}[الهمزة: ٨] لإغلاق أبوابها عليها - والله أعلم.
  وقوله تعالى: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} يفيد أن الله تعالى حفظهم برعب من اطلع عليهم، ويفيد: أنه رعب شديد غالب، ولو اطلع عليهم أشجع الناس لولى منهم فرارً وامتلأ منهم رعباً، وقد احتج بذلك بعض الناس لإبطال (حديث البساط) ونحن نرحب بالعرض على الكتاب إذا صح العرض، ولكن ليس في (حديث البساط): أن علياً # اطلع عليهم لا هو ولا أصحابه، فإذا صح (حديث البساط) فيحمل على أن علياً # ومن معه سلموا عليهم، وكلمهم علي # من خارج الكهف من عند الباب.
  قال في (الصحاح): «الرعب: الخوف» انتهى، وقال الشرفي: «أي خوفاً وفزعاً لما ألبسهم من الهيبة» انتهى.
  (١٩) {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا} قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ} قال الشرفي: «أي كما أنمناهم كذلك بعثناهم» انتهى، أي فبعثهم بعد النوم الطويل المستمر ثلاثمائة وتسعاً من السنين آية تدل على قدرته تعالى.