سورة الكهف
  يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ٢٠ وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ٢١ سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ
  (٢٠) {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا} يقول أهل الكهف: {لْيَتَلَطَّفْ} رسول الطعام لئلا يعرفوا مكانكم، إنهم أي قومهم المشركون {إِنْ يَظْهَرُوا} يطَّلعوا {عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ} لخروجكم من ملتهم وإسلامكم إن لم ترجعوا إلى دينهم {أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ} إن أطعتموهم {وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا} أي إن أعادوكم في ملتهم {أَبَدًا} لأنكم إن كفرتم بعد الإسلام خوفاً منهم يغلبكم الخوف فلن تجرؤوا على الإسلام بعد ذلك أبداً.
  (٢١) {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا} {وَكَذَلِكَ} كما أنمناهم وأيقضناهم بعد المدة الطويلة {أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ} أطلعنا عليهم قوماً آخرين غير قومهم على طريق الصدفة؛ لأن قومهم قد هلكوا وجاء دين آخر فلم يكن عليهم بأس من اطلاع المطلعين عليهم بل ظهرت لهم آية الله في أصحاب الكهف وظهرت لأصحاب الكهف؛ لأنهم ما كانوا يعلمون بطول مدتهم في نومهم، فقد علموا آية الله فيهم وأنه نجاهم من قومهم وحفظ لهم دينهم وحفظهم في مدتهم الطويلة في الكهف وأحسن رعايتهم لما آمنوا بالله.