سورة طه
  بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ١١٤ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ١١٥ وَإِذْ قُلْنَا
  فالمعنى: أنه يوفى أجره ولا يخاف أن يظلم بعذاب أو نحوه، بل هو آمِن، ويدخل في هذا أمنه من هتك عرضه وإظهار سيئاته بغير حق، فكأنه قيل لا يخاف نقصاً من ثوابه ولا جوراً عليه، وهذا هو الراجح.
  (١١٣) {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا} {وَكَذَلِكَ} الذي مر في هذه السورة {أَنْزَلْنَاهُ} أنزلنا هذا الكتاب {قُرْآنًا} يقرؤه الناس {عَرَبِيًّا} بلسان العرب {وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ} أتينا به أنواعاً نصرفه من نوع إلى نوع، كالتذكير بهول يوم القيامة تارة وبعذاب النار تارة {لَعَلَّهُمْ} يخافون فيتقون ذلك المتوعد به بالإيمان والطاعة {أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ} الوعيد {ذِكْرًا} تذكراً فنظراً في صدق الرسول فإيماناً.
  (١١٤) {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} {فَتَعَالَى} من العلوِّ تعالى بإنزال الكتب وإرسال الرسل وإقامة الحجة على العباد وهدايتهم إلى الرشاد والسعادة الدائمة، والنجاة من العذاب إن آمنوا، فتعالى عن كل نقص وعن كل خلاف للحكمة والتفضل والرحمة.
  {وَلَا تَعْجَلْ} يا محمد {بِالْقُرْآنِ} بقراءة القرآن {مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ} فكلما نزل عليك منه قرآن فانتظر تمام الوحي {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} فاحرص على زيادة الوحي، واطلب زيادته، قال الشرفي في (المصابيح): «قال في (البرهان): يعني لا تعجل بتلاوته من قبل أن يفرغ جبريل # من إبلاغه» انتهى المراد.