سورة طه
  لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى ١١٦ فَقُلْنَا يَاآدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى ١١٧ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى ١١٨ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى ١١٩ فَوَسْوَسَ
  (١١٥) {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} عهدنا إلى آدم الإنذار والتحذير إن أطاع الشيطان، وأنه عدو له ولزوجه {فَنَسِيَ} نسي التحذير هذا {وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} قيل: لم نجد له عزماً على المعصية، والأقرب عندي: لم نجد له قوة إرادة وثبات عزم، أي أنه ضعفت إرادته عند تغرير الشيطان، فالعزم هنا مثله في قوله تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ}[الأحقاف: ٣٥] والله أعلم، ونحو هذا حكاه الشرفي عن (البرهان).
  (١١٦) {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى} واذكر {إِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ} وهذا يدل على أن هذه الصيغة تفيد الوجوب، إذا كانت من الله أو من رسوله {فَسَجَدُوا} كما أمروا {إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى} أي امتنع أن يسجد.
  (١١٧) {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} أي لا تقربا هذه الشجرة المحرمة فتُخرجا من {الْجَنَّةِ} بسبب إغواء إبليس {فَتَشْقَى} إن خرجت منها، لحاجتك إلى الحرث وصناعة اللباس وبناء المسكن.
  (١١٨) {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى} {إِنَّ لَكَ} ما دمت في الجنة {أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا} لتوفر الطعام فيها {وَلَا تَعْرَى} لوجود اللباس فيها، أو ما يقوم في الستر مقامه.