سورة طه
  إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَاآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى ١٢٠ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ١٢١ ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى
  (١١٩) {وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} {لَا تَظْمَأُ فِيهَا} لتوفر الماء فيها {وَلَا تَضْحَى} تبرز للشمس للحاجة إلى العمل فيها، ففي هذه الجنة أكل بغير تعب وشرب وظلال لا يحتاج إلى الخروج منه والتعرض للشمس، أما إذا خرج منها فاتته هذه الأشياء فقد يجوع وقد يعطش وقد يعرى، كل ذلك لتأخر حصول هذه الحاجات، ويضحى للحاجة إلى العمل في الشمس، والعرى لعله كان حتى حصل له كسوة من عمله من ورق الجنة، وليس بعيداً مع تحمله لذلك وقوته، ومع أنه خال من الناس لا يراه منهم إلا زوجه.
  (١٢٠) {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى} {الْخُلْدِ} البقاء فلا تموت إذا أكلتها {وَمُلْكٍ} تصير ملِكاً لذريتك حيث تعيش أبداً {لَا يَبْلَى} ملكك أي يبقى جديداً لا يملك قومك ملالا ولا تمله أنت فتبقى آمراً ناهياً مطاعاً أبداً.
  (١٢١) {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} {فَأَكَلَا مِنْهَا} فأكلا من الشجرة بعد التحذير، وظاهر السياق أنهما أكلا منها بسبب وسوسة الشيطان، فأقل أحوال آدم # أنها عرضت له شبهة في تعيين الشجرة المنهي عنها فعجل على الأكل منها ولم يتثبت ويعدل عن المشتبه إلى غيره، لأنه نسي تحذير الله له من إبليس، ورغب في الشجرة فلم يبالغ في الحذر من الشجرة فأكل منها على سبيل الغلط.