التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة طه

صفحة 549 - الجزء 4

  وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ١٣١ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ١٣٢ وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ


  وقد يقال: إن وقت التسبيح محدود بقوله تعالى: {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ}.

  قلت: الأطراف وقت ممتد يختلف اعتباره طرفاً باعتبار أوله أو باعتبار آخره، وذلك يناسب التطوع، بخلاف التحديد بطلوع الشمس وغروبها فهو معين يناسب الفرض، وقوله تعالى: {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} كقولنا أوائله وأواخره، وفائدة ذلك أن لا يتوهم أول جزء وآخر جزء فقط ليكثر التسبيح.

  ولا يقال: إن قوله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفِي النَّهَارِ}⁣[هود: ١١٤] في الفريضة وليس المراد به آخر جزء؛ لأنا نقول: إن الطرف الأول قد فهم من غيرها وكذا الطرف الثاني، والفريضة محدودة، فلا يفهم من هذه الآية إلا توسيع وقت صلاة الفجر وصلاة العصر لا تكثير الفريضتين، نعم وقول الشرفي: أي سبح وأنت حامد ربك مستقيم، والحمد على كل نعمة، غير خاص بنعمة إلهام التسبيح والتوفيق له.

  (١٣١) {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ} لا تنظر نظر استحسان وإعجاب {إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} أصنافاً من الكفار؛ ولعل تنويعهم باعتبار تنويع نعمتهم، أو باعتبار تنوع كفرهم، وقوله تعالى: {زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} أي ما متعناهم به زهرة الحيوة الدنيا فهو متاع قليل، فالآية هذه كقوله تعالى: {لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلاَدِ ۝ مَتَاعٌ قَلِيلٌ}⁣[آل عمران: ١٩٦ - ١٩٧].