سورة الأنبياء
  الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ ٢١ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ٢٢ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ٢٣ أَمِ
  قال في (الصحاح): «وحسر البعير يحسر حُسُوراً: أعيى واسْتحسَر وتحسَّر مثله» انتهى، قال في (لسان العرب): «الإعياء: الكلال» انتهى، وعبارة الراغب: «الإعياء: عجز يلحق البدن من المشي» انتهى.
  ولعل زيادة (السين) لأنهم لا يطلبون الإنقطاع لو تعبوا ولا يريدونه؛ لأنهم يسبحون برغبة دائمة، فأما (صاحب الكشاف) فقد جعل زيادة الحروف تدل على زيادة المعنى، قال: «فإن قلت: الإستحسار مبالغة في الحسور، فكان الأبلغ في وصفهم أن ينفي عنهم أدنى الحسور قلت: في الإستحسار بيان أن ما هم فيه يوجب غاية الحسور وأقصاه وأنهم أحِقَّاء لتلك العبادات الباهظة بأن يستحسروا فيما يفعلون» انتهى.
  وقوله تعالى: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ} أي الليل كله {وَالنَّهَارَ} أي كله، وهذه فائدة إسناد الفعل إلى الليل والنهار بدون في، ولو قال في ما أفاد ذلك العموم لليل كله والنهار كله وكأن العموم جاء من التعريف بأل؛ لأن المنَكر لا يفيده نحو: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً}[الإسراء: ١] وقوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا}[يونس: ٥٠].
  (٢١) {أَمِ اتَّخَذُوا آَلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ} هذا كقوله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا ..} إلى قوله {.. وَلاَ نُشُورًا}[الفرقان: ٣] فالمعنى: أن المشركين اتخذوا آلهة لا تنشر أي لا يحيون ميِّتاً {أَمِ اتَّخَذُوا} بل أاتخذوا {آَلِهَةً} مصنوعة {مِنَ الْأَرْضِ} هم يحيون الموتى فتكون لهم شبهة في عبادتهم؟!