سورة الأنبياء
  اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ ٢٤ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ
  (٢٢) {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} {لَوْ كَانَ فِيهِمَا} في السماء والأرض {آَلِهَةٌ} كما يزعم المشركون {لَفَسَدَتَا} أي لفسدت السماء والأرض لما يكون بينهم من التنازع والإختلاف على العبيد الذين لم يخلقوهم ولا رزقوهم، وشأن كل متعددين يدعون الولاية على ما ليس لهم وليس لهم فيه حق أن يختلفوا؛ لأن استيلاءهم على ما ليس لهم يدعوهم الداعي إليه إلى محاولة الإستيلاء على غيره فيؤديهم ذلك إلى الاختلاف والتنازع والتناهب لما تحت أيديهم مما يسبب لفساد المتنازع فيه واختلال نظامه.
  وقوله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} فسبحان الله أي بعُد وتنزه عما يصفون في جعلهم له شركاء فهو منزه عنهم من حيث ادعوهم ولداً للرحمن، ومنزه عنهم من حيث ادعوا أن الله شاء من المشركين عبادة شركائهم، ومنزه عن أن يقرن في إلهيته بخرافة شرك شركائهم، ومنزه أن يكون له ند كما زعموا له أنداداً، و {الْعَرْشِ} الملك، فمعناه: مالك الملك سبحانه عن أن يجعل له عباده شركاء، وهو مالكهم ومالك الملك كله.
  (٢٣) {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} {لَا يُسْأَلُ} لأنه مالك الملك، وكل من سواه عبد مربوب {وَهُمْ} أي العباد أو الذين اتخذهم المشركون آلهة من الملائكة وغيرهم {يُسْأَلُونَ} يوم القيامة عما قدموا في الحياة الدنيا؛ لأنهم عباد الله مربوبون.
  (٢٤) {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ} {أَمِ} إضراب