سورة الأنبياء
  قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ٢٥ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ٢٦ لَا يَسْبِقُونَهُ
  عن إثباتهم آلهة أهو إثبات لآلهة ينشرون إلى سؤال آخر بل {اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ} أي من دون الله رب العرش {آَلِهَةً} ومعنى {مِنْ دُونِهِ} وسائط بينهم وبين الله يعتبرونهم أقرب إليهم من الله ليكونوا لهم وسيلة إلى الله أو لينفعوهم وينصروهم، لا بمعنى أنهم أنداد لله ø.
  {قُلْ} يا رسول الله {هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ} إن كنتم صادقين؛ لأنه منكم اتباع هوى الأنفس بلا دليل وهاتوا برهانكم على زعمكم أن الله شاء منكم عبادتهم {هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي} هذا القرآن ذكر من معي تذكير من معي يهتدون به إلى توحيد الله ونفي الشركاء {وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي} من الأمم ذكَّرَتهم به أنبياؤهم أي معنى هذا القرآن ذكر من قبلي فالإشارة إلى القرآن باعتبار معانيه ودلالاته.
  {بَلْ أَكْثَرُهُمْ} أي أكثر المشركين {لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ} لإهمالهم عقولهم {فَهُمْ مُعْرِضُونَ} عن هذا القرآن لا يلتفتون إليه ليعلموا الحق ويتذكروا للنظر، ولو استعملوا عقولهم فنظروا في الآيات الكونية، لعرفوا الله وعدله وأنه حكيم، وأنه ليس من شأنه إهمال عباده، وتركهم بلا رسول ولا إرشاد ينظم مجتمعهم وكيف يتعاملون ويتخلصون من التناهب والتظالم وفساد المعيشة، ولو عرفوا ذلك لما أعرضوا عن الرسول حين جاءهم بالقرآن الحكيم، وفي هذه الآية أن علم الحق هو بالنظر واستعمال العقول حتى لا يعرضوا عن الوحي عند نزوله.
  (٢٥) {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا يُوْحَى إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} {يُوْحَى إِلَيْهِ} يوحي الله إليه {أَنَّهُ} أي الشأن {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} وحدي لا تشركوا، فالتوحيد دين الله ورسله كلهم أجمعين.