سورة الأنبياء
  بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ٢٧ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ٢٨ وَمَنْ يَقُلْ
  وقوله: {فَاعْبُدُونِ} يفيد: أنه لا عبادة لله إلا عبادة من أخلص عبادته لله لم يشرك معه غيره؛ لأنه تعالى فرع الأمر بالعبادة له على توحيده، فدل على أن المراد عبادة الإخلاص وأنها هي عبادته.
  (٢٦) {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} {وَقَالُوا} أي المشركون من أهل مكة ومن حولها الذين يعبدون الملائكة زعموا أنهم أولاد لله سبحانه، وقوله: {سُبْحَانَهُ} أي تنزيهاً وتبعيداً له عن اتخاذ الولد؛ لأنه الغني، وقوله تعالى: {بَلْ عِبَادٌ} أي بل هم أي الملائكة عباد لله مملوكون {مُكْرَمُونَ} بالهداية لتقوى الله وعبادته والعصمة من معصيته.
  (٢٧) {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} لا يسبقون الرحمن بالقول لا يبادرون قوله بقول، بل لا يقولون إلا ما علمهم {وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} لا يعصون الله ما أمرهم كائناً ما كان، ولو كان تعذيب من يعبدهم.
  (٢٨) {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} {يَعْلَمُ} أي الله يعلم {مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} ما يستقبلونه من أعمالهم وأحوالهم {وَمَا خَلْفَهُمْ} الماضي من أعمالهم وأحوالهم، فخبره عنهم أنهم لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، خبر عن علم؛ لأنه علام الغيوب.
  {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} ردّ على المشركين الذين يعبدونهم ويزعمون أنهم شفعاؤهم عند الله وهم لا يشفعون إلا لمن ارتضاه الله وهم المؤمنون.