سورة الأنبياء
  مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ٢٩ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا
  كما قال تعالى في بعض الأنبياء: {وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا}[مريم: ٥٥] وهو إسماعيل #، وقال تعالى حاكياً عن زكريا: {وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا}[مريم: ٦] والمرضي عند الله هو المتقي، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ..} إلى قوله تعالى: {.. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ}[البينة: ٧ - ٨].
  والشفاعة للمؤمنين من الملائكة لحبهم لهم، قال تعالى: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُم وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[غافر: ٧ - ٨].
  وقوله تعالى: {وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} قال الراغب: «الخشية: خوف يشوبه تعظيم» انتهى، ومن حيث أن الخشية خوف والإشفاق مسبَّبٌ عنها فلا بد أن الإشفاق المحاذرة ومحاولة النجاة لا مجرد الخوف، قال الراغب: «الإشفاق: عناية مختلطة بخوف» انتهى، وقال في (الصحاح): «وإذا قلت أشفقت منه فإنما تعني حذِرته» انتهى.
  قال الشرفي: «{وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} خائفون حذرون من أن يفرط منهم فرطة» انتهى المراد.
  (٢٩) {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} {وَمَنْ يَقُلْ} أي لو قال {مِنْهُمْ} أحد؛ لأن مَن حرف شرط لا يدل على وقوع شرطه في المستقبل ولا في الحال.