سورة الأنبياء
  فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ٧٦ وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ٧٧ وَدَاوُودَ
  {فَاسِقِينَ} أهل خبث وفجور، ففي هذه عبَّر عن قوم لوط بقوله: {الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ} كأنه صفة مميزة لهم من بين الأمم، ثم سماهم قوم سوء، كأن السوء صفة لهم، ثم وصفهم بأنهم كانوا {فَاسِقِينَ} وهي كلمة ذم شديد، كما لو قيل: فجرة خبثاء.
  (٧٥) {وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} {فِي رَحْمَتِنَا} لعلها هنا الفوز بالجنة والنجاة من النار بتوفيقه لحسن الخاتمة وتوفيه مرضياً، فكان ذلك إدخالاً له في رحمة الله بعد إنجائه من عذاب قومه، وقوله تعالى: {إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} تعليل لما قبله.
  (٧٦) {وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ} {وَنُوحًا} عطف على {إِبْرَاهِيمَ} مثل قوله تعالى: {وَلُوطًا} اذكر {إِذْ نَادَى} أي نادى ربه، ونداؤه مفسر في (سورة نوح): {رَبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا}[آية: ٢٦] وقوله تعالى: {مِنْ قَبْلُ} أي من قبل إبراهيم ولوط وموسى وهارون {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ} بإغراق قومه ونجيناه من الكرب العظيم الذي أصاب قومه وهو غم الغرق عند الإشراف عليه وحاله، وقد مرت قصته مفصلة في (سورة هود).
  (٧٧) {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} {وَنَصَرْنَاهُ} على قومه بإنجائه منهم في السفينة ونزول الغرق على قومه بسبب تكذيبهم له وتكذيبهم بآيات الله {إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ} قبيح تمرد على نبيهم وإصرار على الشرك والعدوان وهمّ بأخذ نبيهم {فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} وقصة الإغراق لهم مفصلة في (سورة هود) وقوله تعالى: {فَأَغْرَقْنَاهُمْ} كالتفسير لنصر نبيهم.