سورة الأنبياء
  مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ٨٧ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ
  (٨٦) {وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ} {وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا} لعلها الرحمة الكبرى في الآخرة أدخلناهم فيها بالعصمة وحسن الخاتمة فصاروا من أهل الدرجات الرفيعة في الجنة، وذلك بسبب صلاحهم السابق.
  (٨٧) {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} {وَذَا النُّونِ} آتيناه رشده اذكر قصته {إِذْ ذَهَبَ} من عند قومه مهاجراً لهم {مُغَاضِبًا} لهم، وهو يونس #، ومغاضباً صيغة مفاعلة، فالغضب منه على قومه إذ عصوه ومنهم عليه إذ دعاهم إلى الخروج من الكفر الذي ألِفوه.
  {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} هو # لا يخفى عليه أن الله على كل شيء قدير ولكن ظن أن قد أدى ما عليه حين بلّغ قومه الرسالة وأنذرهم وأقام عليهم الحجة وحذرهم من عذاب الله فظن أن ذلك غاية ما كلفه الله فهاجر من بينهم ظاناً أن الله لا يؤاخذه؛ لأنه هاجر غضباً لله، فكأنه ظن أن الله لا يقدر على عقابه حين ظن أنه لا حجة لله عليه؛ لأنه قد قام بما كلف في ظنه، وقيل في تفسير {لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} لن نضيِّق عليه عيشه كقوله تعالى: {وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ}[الطلاق: ٧] والله أعلم.
  {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} نادى ربه في ظلمات بطن الحوت وهو النون، وبه سمي يونس ذا النون؛ لأنه التقمه حين ألقي في البحر {سُبْحَانَكَ} أن يكون لك شريك أو سبحانك من ذلك ومن كل نقص.