التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الأنبياء

صفحة 612 - الجزء 4

  


  هذا المعنى هو ظاهر التركيب بدون تأويل، وقيل في تفسير هذه الآية: حرام عليهم أنهم يرجعون إلى الدنيا، وتحتمل بالنظر إلى السياق: وحرام ذلك أي الشكر على السعي الحسن وكتابته بل عملهم حابط ولكن في هذا تقدير ضمير: وهو حرام أو وحرام هو، والأصل عدم التقدير.

  وأما قوله تعالى: {أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} فيصح على هذا المعنى الأخير أنه تعليل لقوله تعالى: {أَهْلَكْنَاهَا} أي لأنهم لا يرجعون إلى الله من كفرهم.

  (٩٦) {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَاجُوْجُ وَمَاجُوْجُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} قال بعض المفسرين: «{يَاجُوْجُ وَمَاجُوْجُ} قبيلتان همجيتان كانت تسكنان شمال شرقي قارة آسيا» انتهى.

  {حَتَّى} يترجح أنها غاية أي ما بعدها غاية لهلاك القرى المحرم عليها حرام على قرية أهلكناها حتى فتح ياجوج وماجوج واقتراب الوعد الحق {إِذَا فُتِحَتْ يَاجُوْجُ وَمَاجُوْجُ} فتحت بلدهم قهراً ودخلها قوم غيرهم، وقد فسر بفتح السد وهو خلاف الظاهر؛ لأن السد إنما وضع لمنعهم عن الخروج إلى من طلب ذا القرنين أن يبني السد ففتحه لا يعتبر فتحاً على ياجوج وماجوج بل هم الفاتحون له، فكان مقتضى ذلك أن يقال: إذا فتحت ياجوج بالبناء للفاعل، وأيضاً فتحه لا يعتبر فتحاً لبلد ياجوج وماجوج ودخولاً عليهم؛ لأنه يمكن أن يفتح وهم في منعة من عدوهم، فمن البعيد جعل فتح السد فتحاً لياجوج وماجوج جملة، وأيضاً يمكن فتح ياجوج وماجوج في هذا العصر لو كان السد لم يفتح بواسطة الطائرات وجند المظلات، مع أنه يقال: إنه قد فتح اليوم ولكن ياجوج وماجوج كانوا قبيلتين.