التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الأنبياء

صفحة 614 - الجزء 4

  أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ٩٨ لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ ٩٩ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ ١٠٠ إِنَّ الَّذِينَ


  (٩٨ - ٩٩) {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ۝ لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آَلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ} {إِنَّكُمْ} أيها المشركون {وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} كلكم حصب جهنم، وقوله تعالى: {وَمَا تَعْبُدُونَ} ظاهره في الجمادات وفيما يلحق بها من العقلاء الراضين بعبادتهم مثل فرعون.

  وقوله تعالى: {حَصَبُ جَهَنَّمَ} قال في (الصحاح): «والحصب: ما يحصب به في النار أي يرمى، قال أبو عبيدة في قوله تبارك وتعالى: {حَصَبُ جَهَنَّمَ} كل ما ألقيته في النار فقد حصبتها به» انتهى.

  وقال الشرفي في (المصابيح): «قال الحسين بن القاسم # معنى: {حَصَبُ جَهَنَّمَ} أي بمنزلة حصبها وحجارتها والحصب هو الحصى، قال الشاعر:

  حلقوا [الرؤوس] وحصّبوا كل الجمر ... بالسبع والسبع و [بـ] ـالسبع الأخر»

  انتهى، وحكى الشرفي بعد هذا: أنه قال الإمام الهادي في تفسير هذه الآية {حَصَبُ جَهَنَّمَ}: «فهو حطبها ووقودها» انتهى.

  وفي (لسان العرب): والحصب: كل ما ألقيته في النار من حطب وغيره، وفي التنزيل: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} قال الفراء: ذكر أن الحصب في لغة أهل اليمن: الحطب، وروي عن علي كرم الله وجهه أنه قرأ: {حطب جهنم} وكل ما ألقيته في النار فقد حصبتها به، ولا يكون الحصب حصباً حتى يسجر به، وقيل: الحصب: الحطب عامة» انتهى، وهذه الأقوال كلها ترجع إلى أنهم في جهنم.