سورة الأنبياء
  
  وقوله تعالى: {أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} صائرون إليها وداخلون فيها كقوله تعالى: {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا}[مريم: ٨٦] قال الراغب: «الورود: أصله قصد الماء - ثم قال -: واستعمل في النار على سبيل الفضاعة» انتهى، لعله يعني على سبيل التهكم بأهلها.
  {لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آَلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ} {لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ} خطاب لأهل النار المشركين، والإشارة إلى أصنامهم ونحوها لو كانوا آلهة ما وردوا جهنم {وَكُلٌّ فِيهَا} أي في جهنم {خَالِدُونَ} أي باقون العابدون والمعبودون، ويحتمل: أن الإشارة إلى من اتخذوهم آلهة من الأحياء بل هو الراجح، لقوله تعالى: {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ}[هود: ١٠٦].
  قال الشرفي في (المصابيح): «قال الهادي #: أولئك المتجبرون على الله الفراعنة والطواغيت والكفرة العفاريت، الذين أضلوا عباد الله واتخذوهم خولاً، واستمالوهم إلى عبادتهم بزخرف الدنيا، والعبادة هاهنا: هي الطاعة، فأخبر الله أنه من مات من أولئك فإنهم خالدون في جهنم لهم فيها زفير، والزفير: فهو إلقاؤه والتوجّع والكرب والتألم للعذاب» انتهى.
  وقد بسط لتحقيق هذا المعنى الذي ذكره الإمام الهادي # الناصر في (البساط) واحتج له، أعني لإثبات أن الطاعة للشيطان ولأعداء الله شرك غير شرك العدل بالله تعالى.
  (١٠٠) {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ} قال في (الصحاح): «والزفير: اغتراق النفس للشِّدة، والزفير: أول صوت الحمار، والشهيق: آخره» انتهى المراد.