سورة الأنبياء
  نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ١٠٤ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ١٠٥ إِنَّ فِي هَذَا
  وقوله تعالى: {لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ} أي أهوال القيامة لا يحزنون من أجلها لوثوقهم بالسلامة وتبشير الملائكة لهم بالجنة، وقوله تعالى: {وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ} لعلها تلقاهم عند خروجهم من قبورهم وعند سوقهم إلى الموقف وعند بلوغهم الموقف فلأجل تكرر اللقاء قال تعالى: {وَتَتَلَقَّاهُمُ} ولم يقل: تلقاهم - والله أعلم.
  وقوله تعالى: {هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} أي تتلقاهم الملائكة قائلةً لهم: هذا يومكم الذي كنتم توعدون وهو نصركم ويوم عزكم ويوم سعادتكم الذي كنتم توعدون؛ لأنه اليوم الآخر الذي قال الله تعالى فيه: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ}[غافر: ٥١] وقال تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}[يونس: ٦٤] وغير ذلك.
  (١٠٤) {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} {يَوْمَ} إما ظرف منصوب بقوله تعالى: {لاَ يَحْزُنُهُمُ} أو {تَتَلَقَّاهُمُ} وإما مفعول به لمحذوف أي: اذكر {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} وهذا كقوله تعالى: {وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ}[التكوير: ١١].
  وقوله تعالى: {كَطَيِّ السِّجِلِّ} قال الشرفي في (المصابيح): «قال الحسين بن القاسم #: {كَطَيِّ السِّجِلِّ} أي كطي الورق من القراطيس للكتاب المسطور» انتهى.