تقديم
  اكتفى به منه في هداه لأوليائه، واصطفى به من خصّه الله سبحانه باصطفائه، فمصابيح الهدى به تُزْهِر واهجة، وسُبُل التقوى به إلى الله تلوح ناهجة، يُحتاج إليه ولا يَحتاج، سراجه أبداً بنوره وهَّاج، يُعلِّم ولا يُعلَّم، ويُقوِّم ولا يُقوَّم، فهو المهيمن الأمين، والفاصل المبين، والكتاب الكريم، والذكر الحكيم، والرضى المقنع، والمنادي المسمع، والضياء الأضوى، والحبل الأقوى، والطود الأعلى، الذي يعلو فلا يعلى، ولا يؤتى لسورة مِن سوره أبداً بمثل ولا نظير، ولا يوجد فيه اختلاف في خبر ولا حكم ولا تقدير، فصل كل خطاب، وأصل كل صواب ...»(١).
  ومؤلف هذا التفسير المبارك هو السيد العالم المجاهد ربيب الإيمان، ورضيع التقوى والعرفان، وفقيه القرآن، بقية الآل الأكرمين، حامي حمى العقيدة المطهرة، من أضاليل وافتراءات المشبهة المجبرة، المجاهد في سبيل الله، والقائم بشرع الله السيد/بدر الدين بن أمير الدين بن الحسين بن محمد بن حسين بن أحمد بن زيد بن يحيى بن عبدالله بن أمير الدين بن عبد الله بن نهشل بن المطهر بن أحمد بن عبد الله بن عز الدين بن محمد بن إبراهيم بن الإمام المظلل بالغمام المتوكل على الله المطهر بن يحيى المرتضى بن المطهر بن القاسم بن المطهر بن محمد بن المطهر بن علي بن الناصر أحمد بن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب سلام الله عليهم أجمعين.
  مولده: في ١٧ جمادى الأولى سنة ١٣٤٥ هـ قضى معظم عمره في نشر هدي الله والإصلاح بين الناس منذ أن غادر بلاده ومسقط رأسه مدينة ضحيان صعدة وهو في الثانية والثلاثين من العمر متوجهاً إلى بلاد خولان عامر،
(١) المصدر السابق: ١/ ١٣٤.