سورة الفرقان
  وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا ٣٥ فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا ٣٦ وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ
  فالله تعالى يكفيه مؤونة الرد عليهم، كما رد على قولهم: {لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً} وعلى قولهم: {مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ}[يس: ٧٨] رد عليهم وجاء رسوله ÷ {بِالْحَقِّ} في معناه، {وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} في التعبير وحل شبهتهم. قال في (أساس البلاغة): «كل ما ترجم عن حال شيء فهو تفسرته» انتهى.
  (٣٤) {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلا} قال الشرفي في (المصابيح): «ومعنى {شَرٌّ مَكَانًا} من مكان محمد عندكم، وذلك أنهم كانوا يضللون سبيله ويحتقرون مكانه، فقيل: لو علمتم أنكم تسحبون على وجوهكم لعلمتم أنكم شر مكاناً وسبيلكم أضل» انتهى.
  فهم {شَرٌّ مَكَانًا} لأنهم أسوأ حالاً؛ لأن مكانهم جهنم {وَأَضَلُّ سَبِيلا} لأن سبيلهم أداهم إلى جهنم أي طريقتهم التي كانوا عليها في الدنيا أدّتهم إلى عذاب جهنم، وفي حشرهم على الوجوه إهانة لهم قبل إهانتهم بالعذاب في جهنم، ويترجح أن هذه الآية من الجواب على قولهم: {أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا} لما تشير إلى دعواهم أنه فقير - والله أعلم.
  (٣٥ - ٣٦) {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا} {الْكِتَابَ} التوراة كما آتيناك القرآن فلست بدعاً من الرسل {وَجَعَلْنَا مَعَهُ} رسولاً {أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا} معيناً {فَقُلْنَا اذْهَبَا} أمر لموسى وهارون أن يذهبا {إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ}[يونس: ٧٥] {إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ