سورة الفرقان
  كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا ٥١ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ٥٢ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ
  وفي بعض الحالات يعم بالأمطار بلداناً كثيرة، فاختلاف أحواله في نزوله دليل على أنه تابع لإرادة الله ﷻ.
  ولقد يكون السحاب على بلد محتاج إلى المطر فيتوقعون نزوله عليهم ثم لا يلبث أن ينصرف عنهم دون أن ينزل عليهم، وذلك يدل على أنه لا الطبيعة ولا النجوم ولا السحاب، بل الله ينزله بإرادته سقيهم متى شاء، وتصريفه يذكرهم بالله ليشكروا نعمته، ويقولوا: مطرنا بفضل الله ورحمته، وليسألوه المطر متى رأوه ينزل على غيرهم ولا ينزل عليهم، وليتوبوا ويستغفروا إذا ذكروا أن سبب تأخيره عنهم ذنوبهم، فهذا كله من معنى قوله تعالى: {لِيَذَّكَّرُوا}.
  أما قوله تعالى: {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} فإذا نزل المطر نسبوا نزوله إلى النجوم أو الطبيعة غير شاكرين لله، وإذا منع المطر عنهم اشتغلوا بطلب الرزق من غير بلدهم وتفرغوا للكد في طلبه دون أن يذكروا الله تعالى ويرجعوا إليه، وبعضهم لأجل قنوطهم من رحمة الله يسخرون من الناس الخارجين في الإستسقاء، ولكثرة الكفر وانتشاره في الناس احتاجوا إلى إرسال الرسل مبشرين ومنذرين فأرسل الله رسله بالآيات الدالة على صدقهم وعلى صدق إنذارهم، فعجب الكفار من إرسال محمد ÷ وليس ذلك عجيباً في قدرة الله تعالى.
  (٥١ - ٥٢) {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا} فضلاً