سورة الشعراء
  مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ١٠ قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ ١١ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ ١٢ وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ ١٣ وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ ١٤ قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا
  (١٠ - ١١) {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ} وإذ نادى بصوت ظاهر لا بمجرد وحي خفي {أَنِ ائْتِ} تفسير للنداء من قوله: {أَنِ ائْتِ ..} إلى آخر الآيتين، وقوله تعالى: {أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} أي لتنهاهم عن الظلم.
  وقوله تعالى: {قَوْمَ فِرْعَوْنَ} يبين أن رسالته إليهم وإلى زعيمهم فرعون، وقد بين رسالته إلى فرعون في غير هذه الآية، وقوم فرعون هم القبط لأنهم أعوانه على الظلم، فكانت الرسالة إليهم كما هي رسالة إلى فرعون وقوله تعالى: {أَلا يَتَّقُونَ} يعيب عليهم ترك التقوى من عذاب شديد هم متعرضون له، وفيه حث لموسى على الإتيان إليهم لعله ينقذهم من العذاب الذي هم على شفا حفرة منه.
  وقال (صاحب الكشاف) وغيره: «هو تعجيب من حالهم التي شنعت في الظلم والعسف، ومن أمنهم العواقب، وقلة خوفهم وحذرهم من أيام الله» انتهى. وقال الشرفي في (المصابيح): «أجرى ذلك في تكليم المرسل إليهم بمعنى إجرائه بحضرتهم وإجراءه في مسامعهم لأنه مبلغهم ومنهيه إليهم وله فيه لطف وحث على تأدية التقوى» انتهى المراد، وهذه أقوال في حكمة توجيه قوله: {أَلا يَتَّقُونَ} إلى موسى ويمكن جمعها إذا كانت كلها صحيحة فحكمة الله لا تحصى لأنه يعلم ما لا نعلم.
  (١٢ - ١٤) {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ} ليس هذا اعتذارا ولكنه