سورة القصص
  أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ٨٠ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ
  وقوله تعالى: {وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} أي سؤال تعرُّف عند إنزال العقوبة؛ لأن الله تعالى رقيب عليهم ولا ينسى ذنوبهم بل ينبئهم بما عملوا {أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ}[المجادلة: ٦].
  (٧٩) {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} {فَخَرَجَ} بعد النصح له وجوابه المشئوم خرج من داره {عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} التي هي تعبر عن ثروته، فعند ذلك {قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} لجهلهم وغفلتهم عن الآخرة: {يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ} معجبين به مستعظمين له؛ ولذلك قالوا: {إِنَّهُ} أي قارون {لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} لذو إقبال وَجدّ وفي لغتنا: بخت عظيم، نسبوا ما أوتي قارون إلى البخت كما فعل قارون.
  (٨٠) {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ} {الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} يفيد: أن الذين يريدون الحياة الدنيا لا يُعدّون من الذين أوتوا العلم؛ لأن جهلهم قد غلبهم فصار علمهم كلا علم {وَيْلَكُمْ} زجر للذين تمنوا واستعظموا ما أوتي قارون؛ لأنهم معرّضون بسبب ذلك للويل والهلاك كما قال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ ..}[الإسراء: ١٨] الآية {ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا} فيمكنكم أن تسعوا لما هو خير مما أوتي قارون بالإيمان والعمل الصالح، فلا تفوتوه بحب الدنيا.