سورة القصص
  مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ ٨١ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ
  {وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ} فاصبروا لتكونوا من أهل الإيمان والعمل الصالح فتفوزوا بثواب الله، وقولهم: {وَلَا يُلَقَّاهَا} لا يوفق لها ويهدى إليها {إِلَّا الصَّابِرُونَ} لأن من لا يصبر يتبع هوى نفسه فلا يكون أهلاً للتوفيق سواء كان الضمير للجنة المفهومة من قولهم: {ثَوَابُ اللَّهِ} أو للخصلة التي هي سبب الجنة، فمن كان يريد الجنة فعليه أن يصبر على الفقر وعلى ما ابتلي به وعلى تقوى الله.
  (٨١) {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ} {فَخَسَفْنَا} محقنا الأرض التي تقله وتقل داره فهَوَتْ بهما وهلكا.
  قال الشرفي: «قال الحسين بن القاسم #: معناه: هَدمنا به وبداره، وأهبطنا موضعه في بعض الأرض بعد قراره» انتهى المراد.
  وفي (الصحاح): «وخسف الله به الأرض خَسْفاً: أي غاب به فيها» انتهى. وعبارة الحسين بن القاسم # أجود.
  وقوله تعالى: {فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ} يشير إلى أنه كان له أتباع وأعوان لكثرة ماله، ولكن لما جاء أمر الله لم يكن له أنصار يحولون بينه وبين عذاب الله.
  قال الراغب: «والفئة الجماعة المتظاهرة التي يرجع بعضهم إلى بعض في التعاضد» انتهى. {وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ} من الخسف بأي قوة وبأيّ وسيلة.