التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة القصص

صفحة 422 - الجزء 5

  لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ٨٢ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي


  (٨٢) {وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} {وَأَصْبَحَ} عطف على ذكر الخسف بقارون وداره.

  وقوله تعالى: {الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ} أي مثل ثروته، فالمكان كناية عن الحالة؛ ولعل الخسف كان في الليل فلما أصبحوا رأوا مكان داره قد هوى وعلموا أن الله قد خسف بقارون فكان عبرة لهم وتذكرة وحمدوا عاقبة الفقر أصبحوا يتعجبون مما بدا لهم من أمر الله وكانوا يظنون أن غِنى قارون من الحظ والبخت، فعلموا أو ظنوا أن الغنى من الله وتقدير الرزق من الله.

  قال في (الصحاح): «وَيْ: كلمة تعجّب، ويقال: وَيْك ووَي لعبد الله، وقد تدخل وَي على كأن المخففة والمشددة، تقول: وَيْ كأَنْ ووَيْ كأَنَّ. قال الخليل: هي مفصولة تقول: وَيْ ثم تبتدئ فتقول كأن قال الشاعر:

  وَيْ كأن مَّن يكن له نَشَبٌ يحـ ... ـبب ومن يفتقر يَعش عيش ضُرِّ»

  انتهى. وقال الراغب: «وي: كلمة تذكر للتحسُّر والتندُّم والتعجُّب، ثم قال: وقيل: ويك كان ويلك فحذف منه اللام» انتهى.

  قلت: فهي كلمة (ويل) اختصرت بخلاف (وي) التي للتعجب، وفي (القاموس): «وي كلمة تعجب، تقول: ويك ووي لزيد، وتدخل على كأن المخففة والمشددة، وقوله تعالى: {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ} زعم سيبويه أنها وي مفصولة من كأنَّ، وقيل: معناه ألم تر، وقيل: ويلك، وقيل: اعلم» انتهى.