سورة القصص
  الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ٨٣ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا
  وقول من قال: معناه: ألم تر هو قول من قال: (وي) للتعجب؛ ولعله أشكل على بعضهم وصلها في المصحف، وفي المصحف مخالفات لقاعدة الكتابة.
  وفي (الكشاف): «(وي): مفصولة عن (كأن) وهي كلمة تنبُّه على الخطأ وتندُّم، ومعناه أن القوم قد تنبهوا على خطئهم في تمنيهم، وقولهم: {يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ} وتندموا، ثم قالوا: {وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} أي ما أشبه الحال بأن الكافرين لا ينالون الفلاح، وهو مذهب الخليل وسيبويه» انتهى المراد.
  وجعل في (مغني اللبيب) من معاني كأنَّ: الشك، والظن، وهو معنى مستقيم؛ لأن الذي بعث عليه حادثة واحدة بكافر واحد، فصح منهم تظنن القاعدة الكلية، ولا يجب أنهم أرادوا القطع وهم عقيب الحادث قبل النظر المؤدي إلى العلم.
  وحكى في (الكشاف) عن الكوفيين: أن معنى {وَيْكَأَنَّهُ} ألم تعلم وأن أصله: ويلك فحذفت اللام، وهذا ذكره الشرفي في تفسيره للآية.
  وقولهم: {لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا} قطعوا بذلك؛ لأنهم تمنوا مثل ما أوتي قارون وشاهدوا أن ما أوتي قارون أدّى به إلى الخسف، وليس كذلك قولهم: {وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} لأنها عامة للكافرين على اختلاف أنواع الكفر، مع أنه يجوز عليهم أن يتظننوا ثم يقطعوا، ولو صح استعمال كأن للقطع لكان التفسير به محتملاً.
  (٨٣) {تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} {الدَّارُ الْآَخِرَةُ} هي الجنة، كما قال تعالى: