سورة العنكبوت
  ١٥ وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ١٦ إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ
  {فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ} وهو الماء الذي أغرقهم لكثرته عليهم كما بيّنه الله في (سورة هود). قال في (الصحاح): «والطوفان: المطرُ الغالبُ، والماء الغالب، يغشى كل شيء» انتهى.
  وقوله تعالى: {وَهُمْ ظَالِمُونَ} أي أخذهم في حال أنهم ظالمون لم يتوبوا من ظلمهم، فحقت عليهم الخسارة العظمى والشقوة الدائمة؛ لأنهم بذلك يصيرون في جهنم خالدين فيها أبداً.
  (١٥) {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ} {فَأَنْجَيْنَاهُ} أي نوحاً أنجيناه مما عذبنا به قومه {وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ} وأصحابه في السفينة أنجيناهم، فقوله تعالى: {وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ} كقوله: {يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ ..}[يوسف: ٣٩] وعلق نجاتهم على صحبته في السفينة؛ فلعل ذلك لأنها كانت عَلَماً للإيمان من ركبها فهو مؤمن ومن تجنبها غرق؛ لأنه ليس مؤمناً.
  وقوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ} كانت سفينة نوح آية للعالمين؛ لأنها دليل على صدق نوح في رسالته كما أنها دليل على الله الذي دبّر نجاة نوح ومن معه بها من بين قومه، وكذلك هي دليلٌ على أن الله تعالى ينجي المؤمنين، وقوله: {لِلْعَالَمِينَ} لأن الأمم توارثت ذكرها.
  (١٦) {وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} {وَإِبْرَاهِيمَ} أرسلناه {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ} مبلغاً للرسالة: {اعْبُدُوا اللَّهَ} وحده {وَاتَّقُوهُ} فلا تشركوا به، ولا تفعلوا ما يوجب عليكم عذابه