سورة العنكبوت
  إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ١٧
  {ذَلِكُمْ} العبادة والتقوى {خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} علمتم أنه خير لكم؛ لأنه يؤديكم إلى السعادة الدائمة والنجاة من الشقوة الأبدية، وقبل ذلك الحياة الطيبة، وقد قامت الدلائل على أنه خير لكم فانظروا لتعلموا إن كنتم ممن يعلم بواسطة النظر في الآيات فمن شأنه أن يعلم.
  (١٧) {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} في (مفردات الراغب): «الوَثَنُ: وَاحِدُ الأوثانِ، وهو حجارةٌ كانت تُعْبَدُ» انتهى. وفي (تفسير الإمام زيد بن علي @): «معناه: أصنام من حجارة، واحدها وثن» انتهى.
  أما (صاحب الصحاح) ففسر الوثن: بالصنم، والصنم بالوثن، فكأنه لا يخص الوثن بالحجارة، أما (تفسير الإمام زيد بن علي @) فيحتمل أنه فسر الأوثان بالحجارة؛ لأنه يعني أوثان قوم إبراهيم لا لمجرد تسميتها أوثاناً، ويظهر من قوله تعالى: {قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ}[الصافات: ٩٥] يظهر منه: أن أوثانهم من الأحجار صنعت تماثيل؛ لقوله: {مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ}؟ [الأنبياء: ٥٢] فإبراهيم # ينكر عليهم الشرك ويحتج على أنهم مبطلون ببيان ما يعبدونه أنه لا يسمع ولا يبصر ولا ينفع ولا يضر، بل هو جماد.
  وقوله: {وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا} أي تختلقون وتفترون {إِفْكًا} قولاً باطلاً كذباً؛ ولعله # يعني دعواهم أن أصنامهم آلهة وما ادعوا لها من نفع أو ضرّ وبين لهم أنها لا تملك لهم رزقاً وهو أعظم ما يهمهم.