سورة العنكبوت
  وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ١٨ أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ١٩ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ
  ثم قال: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ} أي لأنه الذي يرزق عباده، ثم قال: {وَاعْبُدُوهُ} أي لأنه الخالق الرازق فهو ربكم المالك لكم فهو المستحق للعبادة {وَاشْكُرُوا لَهُ} نعمه عليكم بالعبادة والإقرار بأنه المنعم {إِلَيْهِ} وحده {تُرْجَعُونَ} اضطراراً ليجزيكم بما قدمتم ولا ترجعون إلى أصنامكم ولا تفيدكم يوم القيامة نفعاً ولا دفعاً.
  (١٨) {وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} يقول إبراهيم # لقومه: {وَإِنْ تُكَذِّبُوا} رسولكم {فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ} رسُلَهم فانظروا كيف كانت عاقبتهم.
  {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} أن يبلغ الرسالة بلاغاً مبيناً إما بيناً في نفسه، وإما مبيِّنا والمعنى واحد؛ لأن المراد بلاغ يبين ما أرسِل به، وهذا دليل على أن قد مضى قبل قوم إبراهيم أمم، وقد قال تعالى: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ}[إبراهيم: ٩] فلا يجب أن نعلمهم كما كان قوم إبراهيم # يعلمونهم.
  (١٩) {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} أو لم ير الذين كفروا وقالوا: {اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا} فجحدوا رسالة الرسول ÷؛ لأنهم اعتمدوا في تكذيبهم بالرسالة على استبعاد النشأة الآخرة التي أخبر بها الرسول ÷ مع أنهم يرون بعقولهم كيف ينشئ الله النشأة الأولى، وهي بدء الخلق كخلقهم أنفسهم في بطون أمهاتهم.