التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة العنكبوت

صفحة 443 - الجزء 5

  الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ٢٢ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٢٣ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ


  (٢١) {يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ} لعل هذه كالنتيجة لتقرير النشأة الآخرة، ففي الآخرة {يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ} أو هو من الاحتجاج على النشأة، أي أن الله سيعيد الخلق؛ لأنه يعذب من يشاء ويرحم من يشاء كما في الدنيا {وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ} في الآخرة أي ترجعون إليه دون غيره؛ فاتقوه لأنه غالب على أمره.

  وفي تفسير (الإمام زيد بن علي @): «{وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ} معناه: ترجعون» انتهى. وقال الراغب: «والانقلاب: الانصراف» انتهى.

  (٢٢) {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ} لا تفوتون الله إن فررتم منه لا تفوتونه حال كونكم {فِي الْأَرْضِ وَلَا} حال كونكم {فِي السَّمَاءِ} لو فررتم في السماء؛ ولعل هذا يشير إلى الطائرات التي هي اليوم أسرع وسائل الفرار من بلد إلى بلد والذي يكون فيها في الهواء يكون بعيد المنال.

  {وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ} يتولى أموركم، ويحسن رعايتكم فتكتفون به عن ولاية الله، أو فيدفع عنكم عذابه بالشفاعة، وقوله: {مِنْ دُونِ اللَّهِ} أي يكون بزعمكم أقرب إليكم من الله أو متدخلاً بينكم وبين الله، فهذا لا يكون {وَلَا نَصِيرٍ} ينصركم كذلك.

  (٢٣) {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} راجع إلى الذين قالوا: {اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا} من حيث أنهم كفار،