التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الروم

صفحة 511 - الجزء 5

  


  قال الشرفي: «قال في (البرهان): يعني نصر الأنبياء والأئمة $ بإجابة دعائهم على المكذبين لهم من قومهم» انتهى.

  قلت: يعني أن قوله تعالى: {نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} عام للمؤمنين من الرسل وقومهم والأئمة وأنصارهم، وهذا إذا أخذوا بأسباب النصر المبينة في القرآن، وهي:

  أولا: أن يكونوا جنداً وحزباً مؤمنين إذا بلغوا في الكثرة إلى حد يصيرون جنداً وحزباً، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}⁣[الأنفال: ٦٤].

  ثانياً: أن يتوحدوا ولا يتنازعوا لقول الله تعالى: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}⁣[الأنفال: ٤٦].

  ثالثاً: أن يلزموا تقوى الله ولا يعدلوا عنها بمعصية متعمدة ما داموا في المعركة.

  رابعاً: أن يصبروا على القتال.

  خامساً: أن يدعو الله بأن يقولوا: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}⁣[البقرة: ٢٥٠] والدعاء من قبل القتال.

  سادساً: أن تكون نيتهم في القتال نصر دين الله أو الدفاع عن دين الله.

  فهذه ستة أسباب مأخوذة من القرآن، ودفع الكافرين إذا هجموا على المسلمين واجب على كل مسلم، سواء كان في سبيل الله أو لمجرد الدفع لقول الله تعالى: {وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا}⁣[آل عمران: ١٦٧] ومن الواجب في القتال أن يعلموا أن الله مع المتقين، بمعنى: أن الله معهم ضد أعدائهم أعداء الله لأن الله تعالى قد أمر بهذا العلم فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}⁣[التوبة: من الآية ١٢٣] وهذا عارض لمناسبة الإعداد لقتال الكافرين.